٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤ في ١١ م - claro_sports
كريستيانو، نيمار وبنزيما: الرواتب التي تُحدث ثورة في كرة القدم في المملكة العربية السعودية
في السنوات الأخيرة، أطلقت المملكة العربية السعودية استراتيجية استثمار غير مسبوقة في دوري كرة القدم لجذب اللاعبين النخبة بعقود بملايين الدولارات. لا تسعى الدوري السعودي للمحترفين فقط إلى زيادة تنافسية الدوري، بل أيضًا تحسين الصورة الدولية للمملكة وتنويع اقتصادها. وصول كريستيانو رونالدو عام 2023 كان بداية هذا التحول، الذي استمر بانضمام أسماء مهمة أخرى مثل نيمار جونيور، كريم بنزيمة ونجولو كانتيه.
ازدادت أعداد اللاعبين الأوروبيين الذين اختاروا الانتقال إلى المملكة العربية السعودية، مُنجذبين بوعد رواتب ضخمة يصعب تلقيها في أندية أخرى حول العالم. بدأ النجم البرتغالي الطريق، تلاه لاعبون من العيار والجودة العالية مثل ساديو ماني، سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش، إيميريك لابورت، وغيرهم. يكشف تقرير حديث لصحيفة 'الشروق نيوز'، بناءً على بيانات بلومبيرج وفوربس، أن 'CR7' يتصدر قائمة الأعلى أجرًا، مع 263 مليون يورو سنويًا موزعة بين الرواتب والعقود الإعلانية.
اللاعب البرازيلي 'نيمار'، الذي عاد للتو إلى الملاعب بعد إصابة في الرباط الصليبي للركبة التي أبقته خارج اللعب لمدة عام، يحتل المركز الثاني بإيرادات تتجاوز 100 مليون يورو، موزعة بين راتبه والإعلانات. المهاجم الفرنسي 'القط' بنزيمة يحتل المركز الثالث بحوالي 100 مليون يورو سنويًا، بينما يتلقى كانتيه، الذي غادر تشيلسي لينضم إلى الاتحاد عام 2023، حوالي 100 مليون يورو في الموسم الواحد.
تشمل الأسماء البارزة الأخرى ساديو ماني، مع 48 مليون يورو، وإيفان توني، جواو كانسيلو وموسى ديابي، الذين تتراوح عائداتهم بين 15 إلى 23 مليون يورو سنويًا.
هذا الاستثمار في كرة القدم ليس مشروعًا معزولاً. لدى المملكة العربية السعودية خطة طويلة الأمد لزيادة إيرادات الدوري إلى 480 مليون دولار بحلول عام 2030 وجذب 100 مليون سائح سنويًا. تسعى البلاد لتحويل صورتها العالمية وتنويع اقتصادها، الذي يعتمد تاريخيًا على النفط، مع الرياضة كمحرك للتغيير، حيث يستثمرون في مباريات أخرى بشكل مماثل، مثل الفورمولا 1 و'LIV Golf' (الدورة الجديدة التي تُنافس PGA Tour) على سبيل المثال.
كان دعم شخصيات دولية مثل ليونيل ميسي، سفير السياحة السعودية، مفتاحًا في الترويج لهذه المبادرة. بالإضافة إلى ذلك، بدأت السعودية دعم المنافسات النسائية، بهدف تحديث صورتها أمام المجتمع الدولي.
على الرغم من نجاحه في جذب بعض من أكبر نجوم كرة القدم، تثار الشكوك حول جدوى هذا النموذج على المدى الطويل. ولا يزال العديد من الفرق تحت سيطرة الحكومة أو الشركات الكبرى المتمثلة في صندوق الاستثمارات العامة، مما يثير أسئلة حول استدامة المشروع بمرور الوقت.
بالنسبة للاعبين مثل بيير إيميريك أوباميانغ، إيفان توني وناتشو فيرنانديز، تمثل الدوري السعودي فرصة فريدة لإنهاء مسيرتهم بعقود لا تستطيع أغلب الأندية الأوروبية مطابقتها. بالرغم من أن مستقبل الدوري يواجه تحديات، إلا أن السعودية تبدو مصممة على ترسيخ نفسها كمركز جديد لكرة القدم العالمية.
بالإضافة إلى الرواتب الباهظة وجذب النجوم الكبيرة، قامت السعودية أيضًا باستثمارات كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجيا لتحديث كرة القدم. كجزء من رؤيتها للمستقبل، يخطط البلد لبناء 11 ملعبًا جديدًا وتحديث أخرى استعدادًا لكأس العالم لكرة القدم 2034، التي ستكون السعودية مضيفتها. ستتضمن هذه الملاعب تقنيات متقدمة مثل أنظمة الصوت المحسنة والهياكل التي تُسَهِّل التهوية والأسقف القابلة للسحب لتكييفها مع المناخ المحلي.
كما أن تنفيذ الفار (مساعد الحكم بالفيديو)، في مباريات الدوري السعودي المهني، يُظهر التزام السعودية بتحديث الرياضة. تسعى هذه الاستثمارات ليس فقط لرفع مستوى التنافسية في الدوري، بل أيضًا لترسيخ المملكة كوجهة رئيسية للسياحة الرياضية وتنظيم الأحداث الدولية الكبرى.